السبت، 4 يوليو 2009

هناك.. على قارعة طريق

شتاء 2009 /
منتصف الليل /
ريف دمشق :
/
/
/
هناك على قارعة طريق .. طريقٍ طويلٍ أسود .. يملؤه الوحل و الماء ..
أطفال حفاة يرقصون، عراةُ الأقدام والرؤوس .. فالفقر يبغض الشعر الطويل !
الرائحةُ نتنة، والحارة ضيقة.. والمباني تبدو كالأشباح..
الأرضُ وعرة.. البيوتُ مظلمة.. ولكن الدكاكين لا تزال مضاءة..
لا قمامةً هناك سوى علبٍ فارغة و كراتين بالية.. كما أنه لا قطط هناك! ولا نساء!
الجدرانُ السوداء تبدو و كأنها تتسلق السماء .. سماء صافية لا تليق بحياة كتلك!
فالقمر البدر مكتملَ الحياةِ والنضج، يُرسل أسراباً فضيةً تتسلل إلى كل كل الزوايا المعتمة فتزيدها
خجلاً وعتمة ..
و النجوم المتناثرة تتلألأ كالدموع.. ويبدو صوت الريح كنشيجٍ موحش ..
/
/
/
وهناك.. على قارعة طريق.. طريقٍ طويل أسود.. يملؤه الوحل والماء..
مصباحٌ وحيد لا يحف به سوى الذباب الناعس..
وسمفونية حزينة تعزفها أوتار نبض عاشق مجهول ..
غناء حورية تسكن محيطاً بعيداً..
وخيال راقصة باليه تعكسها ظلال الأشجار النحيفة ..
وهمس.. همسٌ أسطوري يقطع سكون الصمت العجيب ..
/
/
/
هناك.. على قارعة طريق.. طريقٍ طويلٍ أسود.. يملؤه الوحل و الماء..
يقفُ رجل.. يقفُ وحيداً..
بل ترافقه سيجارتُه و دخانها..
يستند إلى الحائط..
يتحدى الفقر بشعره الطويل، ويجابه البرد بمعطفه الأسود..
يرفع عيناه إلى السماء.. ويناجي قبةً ذهبية بلغة غريبة..
يذرف بعض الدموع، ثم يبتسم..
يدخن مرة أخرى..
ثم يعود يبكي، و يبتسم ..