الأحد، 17 مايو 2009

" فوضى الحواس " *

عند عتبة الباب..
الباب الأسود القديم..
أجلس..
أضم رجلي إلى صدري ..
/
/
/
الساعة الآن.. الرابعة مساءً و سبعٌ و عشرون دقيقة..
لا زلت أرتدي بيجامتي البيضاء..
/
/
/
لم أسرح شعري اليوم..
في الواقع..
إنني لم أسرحه يوماً ..
/
/
/
في يدي وردة حمراء.. لم أقتطفها من حديقتنا..
فلا حديقة لنا..
ولكنها كانت تنتمي إلى دكانٍ ما..
/
/
/
هناك حائط اسمنتي أبيض كبير أسند ظهري إليه..
إنه ليس كبيراً حقاً..
ولكنه كبير إلى درجة أنه استطاع أن يحجبني عن العالم، أو
أن يحجب العالم عني..
/
/
/
هل تعرفون أن النظر إلى السماء يعني الترقب..
و أن النظر إلى الأرض يعني الانتظار ؟
في هذه اللحظة..
أنا أرنو بعيني إلى الأرض ..
/
/
/
اعتدت أن أكتب رسائل إلى شخص معين، دون أن أرسلها..
أتساءل.. هل يفعل هو الآخر ذلك من أجلي ؟؟
/
/
/
لا أحب أن أطيل الجلوس في فناء منزلنا ..
فأنا أخاف من أصوات النخيل و عيون القطط ..
لا أحب ذلك.. و لكنني أفعله..
/
/
/
أحياناً.. أرى ظلالاً لغيوم..
في أيامٍ لا غيوم بها !
و في أحيان أخرى.. أتعرض لقرصات النمل..
دون أن أرى نملا!
/
/
/
عند عتبة ذلك الباب..
الباب الأسود القديم.. أجلس كل يوم..
أجرد كل شيءٍ من المنطق..
و أغير ترتيب الأماكن و الأشياء في خيالي..
أنتظر أشخاصاً لا وجود لهم ..
أحرر أفكاري من الترابط..
أعيش لحظة فوضوية.. لا تناسق فيها !
أفكر..
ثم أكتب..
/
/
/
* تنويه : لم أجد عنواناً مناسبا.. فاقتبست عنواني من اسم إحدى الروايات..

هناك 3 تعليقات:

  1. أحيييكِ بحرارة أيتها المبدعة البراقة

    لا أعرف هل أصفن أنا وتفكيري أم أن كلماتكِ لها عبق يبث التأمل !

    كما أنتِ عند الباب الأسود والحائط الأسمنتي الأبيض :)

    رباه ,, تكاد مشاعرك أن تسكنني وانا أقرأها ..

    ما هذا.. ؟

    من قلبي ,, أتمنى لكِ التحليق في هذه السماء ومن قلب أرجو من الخالق حمايتكِ ورعايتكِ

    إذن فالنظر إلى السماء يعني ,, الترقب
    والنظر إلى الأرض يعني الإنتظار !

    ممم,, نظرة فلسفية رائعة كما أنتي أيتها الرائعة

    يروق لي تساؤلك حين نجرد كل شي من المنطق ونجرد المنطق من كل شي ..

    حين يقتادني التساؤل إلى الحيرة ..

    هل يفعل هو الآخر ذلك ؟!

    فأظل سجينة مقيدة بالأمل ,, ربما لنبوح يوما عن ما تختلجنا إحاسيس من كلمات سطرناها ذات يوم على ورق هلك من صروح مشاعرنا المشتاقة.. الملتاعه

    أسأل الله لكِ الإبداع أكثر وأكثر ..

    و ثبوت التمييز الذي يطوقكِ كما الفوضى التي تطوق الحواس !

    صديقتكِ: حسناء

    ردحذف
  2. كلاسيك العزيزة
    تعرفين رأيي دائما بكتاباتك
    انها الابداع بحق
    اتمنى لك ان تبدعي لنا وتمتعينا باستمرار
    شكرا لك :)

    ردحذف
  3. لا أعلم ماذا اقول ؟
    لكني اشعر بشعور غريبا ً حين اقرء كلماتك ِ
    تعرفين كم تطرب مسامعي كلماتك ِ حتى ان كانت لا تتكلم وحتى ان كنت ُ أصم !!
    بمجرد رؤيتي لها اتمايل طربا ً !!
    حقا ً اتمنى لك ِ التحليق بعيدا ً بعيدا ً
    هناك على تلك السحابة لــ تكوني بعيدة عن انظار القطط المخيفه لكن لــ تكوني قريبة من اقرانك ِ الملائكه ,,
    تحية لك ِ من حيث ُ انا الى حيث ُ انت ِ

    ردحذف